الأحد، 21 يونيو 2020

مطالب من رحم المعاناة استعصت على الولاة فرفعت إلى الرئيس / الأستاذ شيبة بن يعقوب بن شيبة

 
رسالة إلى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ولد الشيخ الغزواني 
بسم الله الرحمن الرحيم. 
والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة وازكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ؛
من مواطن عاش أبشع انواع الحرمان والظلم والتهميش في مثلث الفقر وبالتحديد النقطة المركزية لوتره "مدينة"مال.
سيدي الرئيس يعتبر مركز مال الإداري من أقدم المراكز الادارية في البلد وأكثرها كثافة سكانية تقدر بازيد من 40 الف نسمة،وبحيث شهد أكبر معركة ضد المستعمر   بقيادة أحد قادة المقاومة البواسل وهو بكار ولد اسويد احمد سنة 1904،لكن ذلك لم يشفع له،وظل مهمشا لعقود من الزمن والأدهى والأمر من ذلك كله هو تهميش أطره كأنهم معارضين للبرامج الحكومية والسياسات العامة للدولة؛بالرغم من أن الواقع عكس ذلك منذ أول انتخابات بلدية في البلد و بلدية مال من نصيب الحزب الحاكم،ونحن نعلم ما هي دلالات ذلك وماهي النتائج المفترض أن تنعكس بشكل إيجابي على البلدية وساكنيها،من تحسين خدمات عمومية وتوجيه مشاريع تنموية إلى تلك المنطقة إلا أن هذا هو ما لم يحدث.
سيدي الرئيس استبشر السكان خيرا بفك العزلة عنهم وظنوا أنها بداية مشرفة للولوج لقطب تنموي شامل وفتح آفاق أمام المزارعين للتسويق منتجاتهم في الوقت المناسب إلى الأسواق الاخرى،ومما زاد فرحتهم هو تزوير خدمة الكهرباء في عام 2008  إلا أنها يومها ذلك لم تعم أنحاء المدينة،لكن سرعان ما تبددت فرحتهم وانقلبت مأساة نتيجة غلاء الفواتير بسبب ارتفاع الضرائب وتسعرة الوحدة الكهربائية ببساطة لأن المحطة الكهربائية تتبع لرجل خصوصي؛همه الوحيد هو الربح ولو كان ذلك على حسباب المواطنين البسطاء المسالمين الذين من المتوقع أن تستفيد منهم 2370 أسرة فقيرة محددة من طرف سجل السكان والمساكن  الذي قام به مكتب السجل الاجتماعي بالتعاون مع المكتب الوطني للإحصاء 2016،مما يؤكد أن إعداد المواطنين المسجلين تحت خط الفقر المدقع في تلك المنطقة كبير،والنصييب الأكبر في المدينة حيث سيستفيد منها 173 أسرة.
أما المشكل الأكبر الذي ارق سكان المدينة وكلف خزينة الدلة أموال طائلة راحت إلى جيوب المفسدين الذين عاثوا في الأرض خرابا بلا حساب ولا عقاب هي تلك المنشأة المائية التي لم ينعم السكان بمائها الزلال يوما تارة بعطب فني في المنشأة وتارة في أنابيب متهالكة ومن النوعية الرديئة التي لا تصلح لمثل هذه المشاريع العملاقة التي تمتد على طول 40 كلم وضعفت بعدة قرى تقع على طول الخط التي من حقها أن تزود بالماء الشروب كحق أي مواطن على دولته،لكن ليس ذلك على حساب الدراسة الرئيسية للمشروع الذي أطلق عليه "بو اكصيص _مال".
السيدي الرئيس من المعلوم أنكم لن تكونوا في منأى عن أحوال رعيتكم،وما تشكوا منه وخاصة أزمة المياه هذه السنة في الداخل والتي تصدرت الاخبار الواردة من مال كل التقارير التدوينات التي تتحدث عنها،ومن المعلوم أيضا أن اختلالات هذا المشروع معروفة والوزيرة الوصية على القطاع اطلعت واطلعت على اصغر تفاصيل هذه الازمة،لكن الغريب في الأمر هو تمسكها وتمسك حاكم المقاطعة ورئيس المركز  بالمسير الخالي واستماتتهم في الدفاع عنه،ولو كان ذلك على حساب مدينة والمس بالنسيج الاجتماعي فيها لحاجة في نفسهم؛لا يعلمها إلا الله،متناسين ما عينوا له في الأساس ولم يتقوا الله في حقوق المواطنين ولم يكونوا يوما مستقلين،والدليل ان الرسائل التي طلبوا من خلالها المواطنين إقالة المسير والتحقيق المستقل التي قام المدير الجهوى للمكتب الوطني للمياه في الوسط الريفي بولاية لبراكنة المدير الجهوي للمياه كذلك وفيه ما لا يدع مجالا  شك في تورط المسير الحالي  لعملية سوء تسيير كبير في الشبكة؛زيادة على الصور والفيديوهات التي نشرت على نطاق واسع لبيع واستحداث نقاط للمياه على طول الخط المتميز التي اعترف بها المسير بنفسه،هذا زيادة على استهدار وسائل الدولة بيخث جلبت مولدين في غضون شهر  إلا أن غياب الصيانة و الفنيين،وعدم الخبرة يظلا العائق الأكبر للتغلب على أبسط الاختلالات البنيوية التي تعاني منها هذه المنشأة المائية.
سيادة الرئيس مدينة مال تعيش أزمة عطش خانقة ولا حلول في الأفق للتخفيف من المعاناة التي تفاقمت هذه السنة مع تسييس الأزمة وسوء معاملة الإدارة الإقليمية معها ومغالطة الرئي العام بمآلاتها.
سيدي الرئيس نتوسم فيكم روح الإنصاف والعدل باحقيتنا      للولوج إلى الاستفادة من خدمات الشركة الوطنية للمياه وإدارتها لهذا المشروع،لنعيش مع قطيعة نهائية لكابوس العطش بمال،وان لا تتركونا مع الحلول الآنية ،وان تأخذوا زمام المبادرة وتعطوا أوامر عليا بمباشرة دراسة شاملة للقضاء على الاختلالات البنيوية لمشروع "بو اكصيص_مال"لكي ينعم سكان تلك المنطقة بأبسط مقومات الحياة الا وهو عصب الحياة.
سيدي الرئيس مدينة مال تعاني انعدام الصحة بحيث استبشر السكان خيرا بتشييد مركز صحي منذ سنتين إلا أن تلك الفرحة سرعان ما سلبت من محياهم لسبب نفسه؛الا وهو سوء التسيير واكل المال العام بغير وجه حق بحيث لم تسلم  وزارة الصحة المنشأة الصحية بمال من وزارة الإسكان والضحية دائما سكان بلدية مال ومثلث الفقر وآخر ضحايا تلك المعاناة تجلت في وفاة ثلاث مواطنين عزل توفوا في ظروف غامضة  لم تكلف الدولة بعد عناء التحقيق في ملابسات الوفات،مما يضع فتح وتسليم المركز الصحي بمدينة مال كذلك ملطب ملح لا يقل شانا عن أزمة المياه؛وخاصة في ظل جائحة ال "كورونا"ووفود عشرات الاسرة إلى المدينة قادمين من بؤرة تفشي الوباء الفتاك ومع غياب الطبيب الرئيسي عن المدينة منذ سنة.
سيدي الرئيس نرجو أن يبدأ وزير الصحة محمد نذيرو ولد حامد زيارته من عاصمة مركز مال الإداري "مدينة مال" من أجل الاطلاع عن قرب على الأوضاع الصحية التي تعيشها الساكنة والوضعية الكارثية للمنشأة الصحية بمال ولكي يستشعر بمسؤولياته الجسام؛ويقوم بما يلزم من أجل تسليم المركز الصحي وتجهيزه ثم تدشينه.
سيدي الرئيس الحالة  المدنية  مغلقة منذ أربع سنوات في المدينة رغم تدشين مقر لها؛فهل سكان بلدية مال صدر بحقهم عقاب جماعي لهذه الدرجة من تردي الخدمات العمومية؟
كغيرهم من سكان بلديات الوطن،ام أن وضع البلديات كوضعهم؟
الثانوية اليتيمة في المركز لا تحتوي على أبسط البنى التحتية ؛ولا يوجد عليها حائط وظلت منسية وعرضة للبهائم السائبة،ومكبا للنفايات بحكم موقعها الجغرافي خارج المدينة ،ولا تستوعب الطلاب بحيث يوجد ثلاث فصول في هذه السنة يتلقون التدريس خارجها في المدرسة رقم1 بمال.
في الختام سيدي الرئيس كلي أمل بأن رسالتي ستصل إليكم وستجد منكم القبول،لأن برنامجكم الانتخابي يركز على الطبقات الهشة في المجتمع ،وتقريب الإدارة من المواطن ،والولوج  للخدمات الاساسية؛حتي ينعم كافة مواطني الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالرخاء والأمن والعدالة والمساواة. 

الاستاذ :شيبة بن يعقوب بن شيبة.

ليست هناك تعليقات: