الجمعة، 1 يونيو 2018

الصلح التاريخي بين كسكس والعيش

في 28 نوفمبر  سنة 1976 وبمناسبة عيد الاستقلال الوطني تم توقيع الصلح التاريخي بين كسكس والعيش وذلك بمبادرة من أفراد من جماعة الوجبتين وألقى ممثل كل وجبة خطبة عصماء
فقال ممثل كسكس وله التقديم
الحمد لله الذي نهى عن التناحر والتكاثر وعن التدابر والتشاجر وأمر بالتقارب وحث على التآلف والتحابب أحمده على نعمه التي لا تحصى والطاقة التي لا تستقصى وبعد فقد علمتم ما جرى بيننا وبين إخواننا الذين سبقونا بالإيدام مما أوله كلام وآخره صدام أرضينا به الشيطان وسامنا به الخسران فناشدتكم الله إلا ما جعلتم الأمر دبر آذانكم وأقبلتم على إخوانكم فإن الكسكس والعيش أخوان في الجاهلية والإسلام مزية لهم دون سائر الطعام إن هي إلا حبة بذرت فنبتت فطحنت فمنهم عاجنها ومنهم مكسكسها، والحبة لم تزل هي نفسها والكل على هدى من ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون مع أن التفاضل في الطعام ليس من شأن الكرام بيد أنه من الربا المذموم شرعا وعرفا وطبعا، فرحم الله من سمع مقالتي هذه وعمل بها دون هواه والسلام ورحمة الله

وقال خطيب أهل العيش
الحمد الذي جعل لكل شيئ قنة، ونهى عن الأخذ بالظنه أحمده وأشكره وأنزهه وأذكره وبعد فأشهدكم يا معشر الحاضرين من قاطنين ومسافرين أعطاكم الله عيشا حسنا إلى يوم الدين إن ما نطقت به الألسنة مما جرى به العمل بين إخواننا حملة كسكس أمر تقشعر منه الأنفس إلا إنها الفتنة أكبر  من أبيها وأمها كما في المثل فتنة أوقدها الشيطان فجاءه الوشاة بالحطب فظهر اللهب عن كثب فافتتن بها البر والفاجر والموظف والتاجر إلا الذين  اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان فإذا هم مبصرون ومن ذنوبهم يستغفرون ربنا اغفر لنا ولإخواننا ولا تسلطنا على أحد من عبادك المكرمين وأعلموا أيها الإخوان أن ما كان مما كان أصبحت صفقته مقلية وصفحته مطوية وليس الكسكس إلا العيش وليس العيش إلا الكسكس

وأنتم ترون إلى هذه القصعة المملوءة كسكسا فإني حامل عليها فآكل منها ليلا يرتاب المبطلون فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فأنا منه بريئ والعيش منه أبرأ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة الفيش بين كسكس والعيش لمحمد فال بن عبد اللطيف 
كامل الود والدسم

ليست هناك تعليقات: