توفي ليلة البارحة في مال الرجل الفاضل الصالح سيدنا ولد سيدي محمد ولد أعمر الملقب ول الزين عن عمر ناهز المائة و بضع سنين ملأها بتحصيل العلم و البذل و الورع و هو سليل أسرة اهل أعمر ولد بجه البركية التركزية أسرة القيادة و السيادة و الريادة و السؤدد.
كان المرحوم حافظا لكتاب الله و عالم كل فن بما في الكلمة من معني.
كان رحمه الله طبيبا بارعا و فلكيا فارها و مؤرخا قديرا و موسوعة علم متحركة و رجل دنيا و اخري.
كان سيدا وقورا رحيما ودودا كريما حنونا عطوفا.
كانت تأتيه المرضي من كل فج عميق متألمة ساهرة الليالي ءايسة من الشفاء بعد أن جابت كل الأطياب فتأتي الي ول الزين فيداويها ببديهته الثاقبة و تشفي باذن الله بسرعة .
انه فضل الله يؤتيه من يشاء كان وليا كاملا.
كان فلكيا بارعا يستنطق الظروف المناخية بصدق و لكثرة رياح او حر شديد او برد قارس يتنبأ بجفاف ماحق او سنة مارعة خضرة فيقدر الله ان يكون كذلك.
كان رجلا جلدا صبورا عصاميا أقام حدائق النخيل و الحناء في ارض قاحلة و شيد للقرية سور التشجير.
فقدنا ذلك الصوت الشجي المرتل لسورة الكهف بعد فجر كل جمعة مباركة فيوقظ اهل قريتنا الوديعة.
فقدنا ذلك الوالد العطوف الحنون الذي يأتيه أحدنا في العطلة و الاستجمام ليصل رحمه فيملأه بشاشة و بهجة و سرورا و عزة بنفس و اهل و عشير.
فقدت مدينة مال الحبيبة أحد أهم اساطينها و ركائزها و أسسها فرحمة الله علينا و عليه رحمة واسعة وارفة و جنة فردوس عالية و انا لله و انا اليه
راجعون و لله ما اخذ و له ما بقي .
نعزي أنفسنا و اهلنا و الاسرة الكريمة الفاضلة في هذا المصاب الجلل و رحم الله السلف و بارك في الخلف.
يوسف ولد بوحمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق