الأحد، 27 مايو 2018

لا بد من مرجعية محايدة

....و الحق أنه لا سبيل إلى الإصلاح و معانقة آثاره الطيبة و مواصلة نتائجه إلا عن طريق جماعة تتسم بالحياد المطلق في مواقفها، لا تشغلها السياسة و مذاهبها، و لا تصادف هوى في قلوبها، و الإصلاح ليس شعارا يرفع و لا كلاما تلوكه الألسنة لا يجد له الإنسان أثرت في حياة الفرد و المجتمع، و لا يخفى على الناظر في الساحة الوطنية ما يموج و يروج فيها من أفكار و فتاوى و مواقف متناقضة يهدم بعضها بعضا و لا يدري الإنسان بأيها يأخذ ، و لا يهتدي لمعرفة الحق من الباطل ، فما من أحد إلا و هو يتكلم بالقرآن نصرة لمذهبه و يفوه بالسنة المطهرة محاماة عن رأيه وقناعته ، و لا يسلم ما يترامى إلى السمع من أثر التأويل السياسي و ميسم الموقف الحزبي ، و ما لم تكن لهذا الشعب مرجعية تحظى بالثقة و القبول فلن يستقر الرأي على شيء ، وما لم توجد جماعة لم تخرج من رحم النظام القائم و لم تؤوها المعارضة فستبقى المواقف محيرة ، فقد طغت الإعتبارات السياسية و الشخصية و الولاءات الحزبية على كل شيء ، فالكل يتأول القرآن على طريقته و يفهمه حسب ثقافته و مطالعته ، والقرآن كما يقول ابن عباس : ( حمال أوجه ) و قد قال أحدهم : 
درسوا العلوم ليملكوا بجدالهم 
فيها صدور مراتب و مجالس 
و تزهدوا حتى أصابوا فرصة 
في أخذ مال مساجد و كنائس

ليست هناك تعليقات: